ويجوز أن يكون المعنى (فمنهم من آمن) بهذا الخبر (ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا) والسعير شدة توقد النار ١٢٩ وقوله جل وعز (ان الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا) المعنى نلقيهم فيها يقال أصليته اصلاء ما إذا ألقيته في النار القاء كأنك تريد الاحراق وصليت اللحم إذا شويته أصليه صليا وصليت بالامر أصلى إذا قاسيت شدته
وفي الحديث أن يهودية أهدت إلى النبي ﷺ شاة مصلية أي مشوية ١٣٠ ثم قال جل وعز (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) في هذا قولان أحدهما أن الالم انما يقع على النفوس والجلود وان بدلت فالالم لا يقع على الانسان والقول الآخر أن يكون الجلد الاول أعيد جديدا كما تقول صغت الخاتم
١٣١ ثم قال جل وعز (ليذوقوا العذاب) أي لينالهم ألم العذاب
ثم قال تعالى (ان الله كان عزيزا حكيما) أي هو حكيم فيما عاقب به من العذاب ١٣٢ وقوله جل وعز (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار) أي ماء الانهار ١٣٣ ثم قال جل وعز (خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة) أي من الادناس والحيض
ثم قال تعالى (وندخلهم ظلا ظليلا) أي يظل من الحر والبرد وليس كذا كل ظل ١٣٤ وقوله جل وعز (ان الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها) قيل عن ابن عباس هذا عام وروي عن شريح أنه قال لاحد خصمين أعطه حقه فان الله عز وجل يقول (ان الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها)
ثم قال شريح (وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) فانما هذا في الربا خاصة وقيل انه نزلت (ان الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها) لما أخذت مفاتح البيت من (شيبة بن عثمان)
وقال ابن زيد هم الولاة واستحسن هذا القول أن يكون خطابا لولاة أمور الناس أمروا بأداء الامانة إلى من ولوا أمره فيهم وحقوقهم وما ائتمنوا عليه من أمورهم وبالعدل منهم فأوصوا بالرعية


الصفحة التالية
Icon