١٤٥ وقوله جل وعز (ثم لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضيت) أي شكا وضيقا وأصل الحرج الضيق ١٤٦ ثم قال جل وعز (ويسلموا تسليما) أي ويسلموا لامرك وقوله تسليما مؤكد
١٤٧ وقوله جل وعز (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم) يروى أن قوما من أصحاب النبي ﷺ قالوا يا رسول الله أنت معنا في الدنيا وترفع يوم القيامة لفضلك فأنزل الله عز وجل (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) فعرفهم أن الاعلين ينحدرون إلى من هو أسفل منهم فيجتمعون ليذكروا ما أنعم الله عليهم به ١٤٨ وقوله جل وعز (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا)
قال قتادة الثبات الفرق وقال الضحاك الثبات العصب والجميع المجتمعون
وقال أهل اللغة الثبات الجماعات في تفرقة والمعنى انفروا جماعة بعد جماعة أو انفروا بأجمعكم وواحد الثبات ثبة وهي مشتقة من قولهم ثبيت الرجل إذا أثنيت عليه في حياته لانك كأنك جمعت محاسنه ١٤٩ وقوله جل وعز (وان منكم لمن ليبطئن فان أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي) أي يبطئ عن القتال ويبطئ على التكثير يعنى به المنافقون (فان أصابتكم مصيبة) أي هزيمة
(ولئن أصابكم فضل من الله) أي غنيمة (ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة) لله وقرأ الحسن (ليقولن) بضم اللام وهو محمول على المعنى لأن (من) لجماعة فهذا معترض والمعنى هو قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا (كأن لم يكن بينكم وبينه مودة) أي كأن لم يعاقدكم على الجهاد ويجوز أن يكون المعنى يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما كأن لم يكن بينكم وبينه مودة ١٥٠ وقوله جل وعز (فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة) معنى يشرون يبيعون يقال شريت الشئ إذا