و (عسى) من الله واجبة لانها للترجي فإذا أمر أن يترجى شئ كان ١٦٦ وقوله جل وعز (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها) قال الحسن من شفع أثيب وان لم يشفع لأنه قال جل وعز (من يشفع) ولم يقل من يشفع وقال أبو موسى الاشعري رحمه الله كنا عند النبي ﷺ فجاء سائل فقال النبي ﷺ اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء
١٤٦ ثم قال جل وعز (ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها) روي عن أبي موسى أنه قال الكفل النصيب أو قل الحظ كذا في الحديث وقال قتادة الكفل الاثم والمعروف عند أهل اللغة أن الكفل النصيب ويقال اكتفلت البعير إذا جعلت على موضع منه كساء أو غيره لتركبه وهذا مأخوذ من ذاك لانك انما تجعله على نصيب مثله ١٤٧ وقوله جل وعز (وكان الله على كل شئ مقيتا) في معناه قولان
روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مقيتا
يقول حفيظا وباسناده مقيتا يقول قديرا وحكى الكسائي أنه قال أقات يقيت إذا قدر وقال الشاعر وذي ضغن كففت النفس عنه وكنت على مساءته مقيتا والقول أن المقيت الحفيظ قال أبو اسحاق وهذا القول عندي أصح من ذاك لأنه مأخوذ من القوت مقدار ما يحفظ الانسان
وقال الشاعر ألي الفضل أم علي إذا حو سبت اني على الحساب مقيت وفي الحديث كفى بالمرء اثما أن يضيع من يقيت أي يحفظ ويروى يقوت ١٤٨ وقوله جل وعز (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) قيل هذا في السلام إذا قال سلام عليكم رد عليه
وعليك السلام ورحمة الله وإذا قال السلام عليك ورحمة الله
قيل وعليك السلام ورحمة الله وبركاته قال الشيخ أبو بكر وجدت في غير نسختي وإذا قال سلام عليكم ورحمة الله وبركاته رد عليه وعليك يروى هذا عن النبي ﷺ وروي عن الحسن أنه قال السلام سنة ورده فريضة


الصفحة التالية
Icon