١٤٩ ثم قال جل وعز (إن الله كان على كل شئ حسيبا) قال مجاهد أي حفيظا والحسيب عند بعض أهل اللغة البصريين الكافي يقال أحسبه إذا كفاه ومنه (عطاء حسابا) ومنه حسبك
وهذا عندي غلط لأنه لا يقال في هذا أحسب على الشئ فهو حسيب عليه انما يقال بغير على والقول أنه من الحساب يقال حاسب فلانا على كذا وهو محاسبه عليه وحسيبه أي صاحب حسابه ١٥٠ وقوله جل وعز (الله لا إله الا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه) قيل انما سميت القيامة لأن الناس يقومون لرب العالمين
أي يوم القيام ثم زيدت الهاء للمبالغة وقيل انما ذلك لأن الناس يقومون من قبورهم كما قال جل وعز (يخرجون من الاجداث سراعا) والاجداث القبور
١٥١ وقوله جل وعز (فمالكم في المنافقين فئتين) أي فرقتين مختلفتين قال زيد بن ثابت تخلف قوم عن النبي ﷺ يوم أحد فصار أصحاب رسول الله ﷺ فرقتين فقال بعضهم اقتلهم وقال بعضهم اعف عنهم فأنزل الله عز وجل (فما لكم في المنافقين فئتين) قال مجاهد هم قوم أسلموا ثم أستأذنوا النبي ﷺ أن يخرجوا إلى مكة فيأخذوا بضائع لهم فصار أصحاب رسول الله ﷺ فيهم فرقتين قوم يقولون هم منافقون وقوم يقولون هم مؤمنون حتى نتبين أمرهم أنهم منافقون فأنزل الله عز وجل (فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا)
وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ ركسهم بغير ألف يقال أركسهم وركسهم إذا ردهم والمعنى ردهم إلى حكم الكفار ١٥٢ ثم قال جل وعز (أتريدون أن تهدوا من أضل الله) أي انهم قد ضلوا
(ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا)


الصفحة التالية
Icon