أي طريقا مستقيما ١٥٣ وقوله عز وجل (الا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) قال مجاهد صاروا إلى هلال بن عويمر وكان بينه وبين النبي حلف وقال غيره كان قوم يوادعون الله النبي ﷺ ولا يقاتلونه فأمر المسلمون أن لا يقاتلوا من صار إليهم واتصل بهم ووادع كما وادعوا وقال أبو عبيدة معنى يصلون ينتسبون
وهذا خطأ لأن النبي ﷺ قاتل قريشا وهم أنسباء المهاجرين الأولين ١٥٤ ثم قال جل وعز (أو جاءوكم حصرت صدورهم) أي أو يصلون إلى قوم جاؤوكم حصرت صدروهم قال الكسائي معنى حصرت ضاقت قال مجاهد وهو هلال بن عويمر الذي حصر أن يقاتل المسلمين أو يقاتل قومه فدفع عنهم قال أبو العباس محمد بن يزيد المعنى على الدعاء أي أحصر الله صدورهم وقال أبو إسحاق يجوز أن يكون خبرا بعد خبر فالمعنى
(أو جاؤوكم) ثم خبر بعد فقال (حصرت صدورهم) كما قال جل وعز (ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب) وقيل المعنى أو جاؤوكم قد حصرت صدورهم ثم حذف قد وقد قرأ الحسن حصرة صدورهم وروي عن أبي بن كعب أنه قرأ (الا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق وحصرت صدورهم) فالمعنى على هذه القراءة (الا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق وحصرت صدورهم)
أي قوم حصرة صدورهم أي ضيقة ١٥٥ وقوله جل وعز (فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم) أي كفوا عن قتالكم (وألقوا اليكم السلم) أي الانقياد (فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) قال قتادة هذه الآية منسوخة نسخها (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) في براءة ١٥٦ وقوله جل وعز (ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها)
قال مجاهد هؤلاء قوم من أهل مكة كانوا يأتون النبي ﷺ فيسلمون ثم يرجعون إلى الكفار فيرتكسون في الاوثان