١٥٧ ثم قال جل وعز (فان لم يعتزلوكم ويلقوا اليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم) ومعنى ثقفتموهم وجدتموهم واحد (وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا) أي حجة بينة بأنهم غدرة لا يوفون بعهد ولا هدنة ١٥٨ وقوله جل وعز (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ) فهذا استثناء ليس من الاول قال أبو إسحاق المعنى ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا
البتة ثم قال (الا خطأ) أي لكن ان قتله خطأ ومن قال ان الا بمعنى الواو فقوله خطأ من جهتين احداهما أنه لا يعرف أن تكون (الا) بمعنى حرف عاطف والجهة الاخرى أن الخطأ لا يحصر لأنه ليس بشئ يقصد ولو كان يقصد لكان عمدا وذكر سيبويه أن (إلا) تأتي بمعنى (لكن) كثير وأنشد من كان أسرع في تفرق فالج فلبونه جربت معا وأغدت
الا كنا شرة الذي ضيعتم كالغصن في غلوائه المتنبت وكان سبب نزول هذه الآية فيما روى ابن أبي نجيح عن مجاهد أن عياش بن أبي ربيعة أخا أبي جهل لامه قتل رجلا مؤمنا كان يعذبه مع أبي جهل في اتباع النبي ﷺ فحسب أنه كافر كما هو فقتله
١٥٩ وقوله جل وعز (ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله الا أن يصدقوا) وانما غلظ في قتل الخطأ ليتحرز من القتل والمعنى الا أن يتصدقوا عليكم بالدية وروي عن أبي بن كعب أنه قرأ (الا أن يتصدقوا) وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي (الا أن تصدقوا) والمعنى الا أن تتصدقوا ثم أدغم التاء في الصاد ويجوز على هذه القراءة الا أن تصدقوا بحذف احدى التاءين ١٦٠ وقوله جل وعز (فان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة) معنى عدو كمعنى أعداء وروى عكرمة عن ابن عباس أن المعنى وان كان مؤمنا


الصفحة التالية
Icon