وبعد ذلك أخذ يبين الله سبحانه وتعالى تكوين الأسرة الإسلامية، وأساس التكوين هو العلاقة بين الرجل والمرأة، أو بتعبير القرآن السامى العلاقة بين النفس وزوجها، فنفى أن تكون العلاقة بينهما كالعلاقة بين أنثى الحيوان والذكر، بل العلاقة بينهما أسمى وأعلا، ولذلك أشار إلى عقوبة من ينزل إلى مرتبة الحيوان فقال :(واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا، . وبين أن باب التوبة مفتوح لمن يقع فى هذه الخطيئة الحيوانية، ثم أخذ يرسم - سبحانه وتعالى - الطريق السليم للعلاقة بين الرجل والمرأة، وهو الزواح، وحرم ما كان عليه أهل الجاهلية من وراثة النساء وسمى ذلك مقتا، ثم أخذ يبين سبحانه شرائط العقد الصحيح، والنساء اللائى يحرمن فى الزواح، ثم نفى سبحانه أن يكون اتخاذ الأخدان سبيلا من سبل تكوين الأسرة ومن اتخاذ الأخدان ما يسمى بالمتعة وهو اتخاذ المرأة لأمد محدود فى نظير أجر معلوم.
وبعد أن بين سبحانه العماد الذى تقوم عليه الأسرة، وهو الزوجان، أخذ يبين علاقة الإنسان بغيره من الناحية المالية فقالى سبحانه وتعالى :(يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما -، .