وإن أولئك يخالفون الرسول، فالله سبحانه أكد لهم أن من يطع الرسول فقد أطاع الله، وأن ذلك كله من هجرهم لأوامر القرآن، وعدم تدبرهم لإعجازه ومراميه، وأن عليهم أن يردوا ما يستغلق عليهم فهمه إلى سنة الرسول وإلى العلماء منهم.
وإن أولئك المنافقين معوقون، ولذا أمرالله نبيه بألا يلتفت إليهم :(فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا، .
وقد بين سبحانه أن المعاملة بالمثل هى أساس الإسلام، وأن الجزاء مجانس للعمل دائما، والله سبحانه وتعالى سيجمع الناس جميعا يوم القيامة.
وقد ذكر سبحانه وتعالى ما ينبغى أن يعامل به المنافقون الذين هم كالداء الوبيل فى جسم الأمة، فبين الله سبحانه وتعالى أن يعاملوا باحتراس ولا يتخذوا نصراء ولا أولياء، فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يخلصوا فى دين الله تعالى، وإذا
خرجوا من دياركم أيها المؤمنون فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا. إلا إذا لجأوا إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق، أو قوم ليس بينكم وبينهم حرب ولا يريدون أن يحاربوكم، فإن قاعدة الإسلام احترام المواثيق، وأن من سالم أهله لا يرفع عليه سيف، ولذا قال سبحانه وتعالى :(.... فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا -، .
وإذا كان العدل هو أساس الحكم الإسلامى، وأساس العلاقات الإسلامية، فإن من الواجب أخذ الجانى بجريمته، ولذلك اتجه إلى بيان ما ينبغى لحماية الأنفس فى الداخل بعد أن بين طريق حمايتها فى الخارح، وهذا بالقتال، وكانت الحماية فى الداخل بالعقوبات المقررة الثابتة فى الإسلام، فذكر عقوبة القتل الخطأ من المؤمنين أو من قوم بيننا وبينهم ميثاق، ثم ذكر عقوبة القتل العمد الأخروية لأنه ذكر القصاص فى سورة البقرة، وقال سبحانه :(ولكم في القصاص حياة... ، .