وقال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
المتشابهات فى هذه السورة :
﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ﴾ ليس غيره أَى عليم بالمَضارة، حليم عن المُضارة.
قوله: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا وَذلك الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ بالواو، وفى براءَة (ذلك) بغير واو، لأَنَّ الجملة إِذا وقعت بعد أَجنبيَّة لا تحسن إِلاَّ بحرف العطف.
وإِن كان بالجملة الثانية ما يعود إِلى الجملة الأَولى حسن إِثبات حرف العطف، وحسن الحذف ؛ اكتفاءً بالعائد.
ولفظ (ذلك) فى الآيتين يعود إِلى ما قبل الجلمة، فحسن الحذف والإِصبات فيهما.
ولتخصيص هذه السّورة بالواو وجهان لم يكونا فى براءَة: أَحدهما موافقة ما قبلها، وهى جملة مبدوءَة بالواو، وذلك قوله ﴿وَمَنْ يَطِعِ الله﴾ ؛ والثانى موافقة ما بعدها، وهو قوله: (وَلَهُ) بعد قوله ﴿خَالِداً فِيهَا﴾ وفى براءَة [أَوعد] أَعداءَ الله بغير واو، ولذلك قال (ذلك) بغير واو.
وقوله: ﴿مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾ فى أَوّل السّورة، وبعدها ﴿مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ﴾ وفى المائدة
﴿مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ﴾ لأَنَّ ما فى أَوّل السورة وقع فى حقِّ الأَحرار المسلمين، فاقتُصِر على لفظ ﴿غَيْرَ مُسَافِحِينَ﴾ والثانية فى فى الجوارى، وما فى المائدة فى الكتابيّات فزاد ﴿وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ﴾ حرمة للحرائر المسلمات، ولأَنهنَّ إِلى الصّيانة أَقرب، ومن الخيانة أَبعد، ولاَّنَّهنَّ لا يتعاطين ما يتعاطاه الإِماءُ والكتابيَّات من اتِّخاذ الأَخدان.
قوله: ﴿فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ﴾ فى هذه السّورة وزاد فى المائدة (منه) لأَنَّ المذكور فى هذه بعضُ أَحكام الوضوءِ والتيمّم، فحسن الحذف ؛ والمذكور فى المائدة جميع أَحكامهما، فحسن الإِثبات والبيان.