يلتفت إلى قوله ولا يصح في اللغة لأن معنى (مثنى) عند أهل العربية اثنتين اثنتين وليس معناه اثنتين فقط وأيضا فان من كلام العرب الاختصار ولا يجوز أن يكون معناه تسعا لأنه لو كان معناه تسعا لم يكن اختصارا أن يقال انكحوا اثنتين وثلاثا وأربعا لأن تسعا أخصر من هذا وأيضا فلو كان على هذا القول لما حل لاحد أن يتزوج الا تسعا أو واحدة فقد تبين بطلان هذا ٨ وقوله عز وجل (ذلك أدنى ألا تعولوا) (أدنى) بمعنى أقرب وروى عمر بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي ﷺ في قوله عز وجل (ذلك أدنى ألا تعولوا) قال (أن لا تجوروا (
وقال ابن عباس والحسن وأبو مالك ومجاهد وعكرمة وقتادة والضحاك معنى (أن لا تعولوا) أن لا تميلوا وقال أبو العباس في قول من قال (أن لا تعولوا) من العيال هذا باطل وخطأ لأنه قد أحل له مما ملكت اليمين ما كان من العدد وهن مما يعال
وأيضا فانه انما ذكر النساء وما يحل منهن والعدل بينهن والجور فليس ل (أن لا تعولوا) من العيال ههنا معنى وهو على قول أهل التفسير أن لا تميلوا ولا تجوروا ومنه عالت الفريضة إذا زادت السهام فنقص من له الفرض ومنه معولتي هذا على فلان أي أنا أميل إليه وأتجاور ثم في ذلك ومنه (عالني الشئ) إذا تجاوز المقدار ومنه فلان يعول والعويل انما هو المجاوزة وأيضا فانه انما يقال أعال الرجل يعيل إذا كثر عياله ٩ وقوله عز وجل (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة) قيل يعنى به الازواج ويروى أن الولي كان يأخذ الصدقة لنفسه فأمر الله عز وجل أن يدفع إلى النساء هذا قول أبي صالح
وقال أبو العباس معنى (نخلة) أنه كان يجوز أن لا يعطين من ذلك شيئا فنحلهن رسول الله عز وجل اياه وقيل معنى (نحلة) دينا من قولهم فلان ينتحل


الصفحة التالية
Icon