كذا أي تعبدا من الله جل وعز وقيل فرضا والمعنى واحد لأن الفرض متعبد به وقيل لا يكون (نحلة) الا ما طابت به النفس فأما ما أكره عليه فلا يكون (نحلة) ١٠ وقوله عز وجل (فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا)
يعني الصداق أي لا كدر فيه يقال أمرأني الشئ بالالف فإذا قلت هنأني ومرأني هذا مذهب (أكثر) أهل اللغة قالوا للاتباع وأما أبو العباس فقال لا يقال في الخير الا أمرأني ليفرق بينه وبين الدعاء والمروءة من هذا لأن صاحبها يتجشم أمورا يستمرئ عاقبتها ١١ وقوله عز وجل (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) قال عبد الله بن عمر وجماعة من التابعين السفهاء النساء والصبيان
وانما قالوا هذا لأن السفه في هؤلاء أكثر والسفه الجهل وأصله الخفة يقال ثوب سفيه إذا
كان خفيفا وقيل للفاسق سفيه لأنه لا قدر له عند المؤمنين وهو خفيف في أعينهم هين عليهم والمعنى ولا تؤتوا السفهاء فوق ما يحتاجون إليه فيفسدوه والدليل على هذا قوله بعد (وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا) أي علموهم أمر دينهم ١٢ وقوله عز وجل (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح) قال الحسن أي اختبروهم
١٣ وقوله تعالى (فان آنستم منهم رشدا) (آنستم) بمعنى علمتم وأحسستم لم ومنه قول الشاعر آنست نبأة وأفزعها القنا ص عصرا وقد دنا الامساء والرشد الطريقة المستقيمة قال مجاهد العقل وقال سفيان العقل والحفظ للمال قال أبو جعفر وهذا من أحسن ما قيل فيه لأنه أجمع أهل العلم على أنه إذا كان عاقلا مصلحا لم يكن ممن يستحق الحجر عليه في ماله
١٤ ثم قال تعالى (فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا)


الصفحة التالية
Icon