فائدة
قال الآلوسى
المراد من اليتامى المتزوج بهن والقرينة على ذلك الجواب فإنه صريح فيه والربط يقتضيه ومن النساء غير اليتامى كما صرحت به الحميراء رضي الله تعالى عنها لدلالة المعنى وإشارة لفظ النساء إليه، والإقساط العدل والإنصاف، وجعل بعض الهمزة فيه للإزالة فأصل معناه حينئذ إزالة القسوط أي الظلم والحيف، وقرأ النخعى تقسطوا بفتح التاء فقيل : هو من قسط بمعنى جار وظلم، ومنه ﴿ وَأَمَّا القاسطون فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً ﴾ ( الجن ؛ ١٥ ) ولا مزيدة كما في قوله تعالى :﴿ لّئَلاَّ يَعْلَمَ ﴾ [ الحديد : ٢٩ ]، وقيل : هو بمعنى أقسط فإن الزجاج حكى أن قسط بلا همز تستعمل استعمال أقسط. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٤ صـ ١٨٩﴾
قوله تعالى ﴿فانكحوا مَا طَابَ لَكُمْ مّنَ النساء مثنى وثلاث وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَن لا تَعْدِلُواْ فواحدة أَوْ مَا مَلَكَتْ أيمانكم ذلك أدنى أَن لا تَعُولُواْ ﴾
قال ابن عاشور :
ومعنى ﴿ ما طاب ﴾ ما حسن بدليل قوله :﴿ لكم ﴾ ويفهم منه أنّه ممّا حلّ لكم لأن الكلام في سياق التشريع.
وما صَدْقُ ﴿ ما طاب ﴾ النساء فكان الشأن أن يؤتى بـ ( مَن ) الموصولة لكن جيء بـ ( ما ) الغالبة في غير العقلاء، لأنّها نُحِي بها مَنْحى الصفة وهو الطيّب بِلا تعيين ذات، ولو قال ( مَنْ ) لتبادر إلى إرادة نسوة طيّبات معروفات بينهم، وكذلك حال ( ما ) في الاستفهام، كما قال صاحب "الكشاف" وصاحب "المفتاح".
فإذا قلت : ما تزوجت ؟ فأنت تريد ما صفتها أبكرا أم ثيّباً مثلاً، وإذا قلت : مَن تزوجت ؟ فأنت تريد تعيين اسمها ونسبها.


الصفحة التالية
Icon