ومنه : قوله :﴿إِلاَّ على أزواجهم أَوْ مَا مَلَكَتْ أيمانهم﴾ [ المعارج : ٣٠ ]. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ١٤٠ ـ ١٤١﴾
قال الآلوسى :
وقال بعض المحققين : ما طاب لكم ما لا تحرج منه لأنه في مقابل المتحرج منه من اليتامى ولا يخلو عن حسن، وكيفما كان فالتعبير عن الأجنبيات بهذا العنوان فيه من المبالغة في الاستمالة إليهن والترغيب فيهن ما لا يخفى، والسر في ذلك الاعتناء بصرف المخاطبين عن نكاح اليتامى عند خوف عدم العدل رعاية ليتمهن وجبراً لانكسارهن ولهذا الاعتناء أوثر الأمر بنكاح الأجنبيات على النهي عن نكاحهن مع أنه المقصود بالذات وذلك لما فيه من مزيد اللطف في استنزالهم فإن النفس مجبولة على الحرص على ما منعت منه، ووجه النهي الضمني إلى النكاح المترقب مع أن سبب النزول هو النكاح المحقق على ما فهمه البعض من الأخبار، ودل عليه ما أخرجه البخاري عن عائشة "أن رجلاً كانت له يتيمة فنكحها وكان لها عَذْق فكان يمسكها عليه ولم يكن لها من نفسه شيء فأنزل الله تعالى :﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ ﴾ " الخ لما فيه من المسارعة إلى دفع الشر قبل وقوعه فرب واقع لا يرفع، والمبالغة في بيان حال النكاح المحقق فإن محظورية المترقب حيث كان للجور المترقب فيه فمحظورية المحقق مع تحقق الجور فيه أولى. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٤ صـ ١٩٠﴾
فصل
قال الفخر :
قال الواحدي وصاحب "الكشاف" : قوله ﴿مَا طَابَ لَكُمْ﴾ أي ما حل لكم من النساء لأن منهن من يحرم نكاحها، وهي الأنواع المذكورة في قوله :﴿حُرّمَتْ عَلَيْكُمْ أمهاتكم وبناتكم﴾ [ النساء : ٢٣ ] وهذا عندي فيه نظر، وذلك لأنا بينا أن قوله :﴿فانكحوا﴾ أمر إباحة.