قال القرطبى :
قوله تعالى ﴿ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السوء بِجَهَالَةٍ ﴾ السوء في هذه الآية، "والأنعام" ﴿ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سواءا بِجَهَالَةٍ ﴾ [ الأنعام : ٥٤ ] يعمّ الكفر والمعاصي ؛ فكل من عصى ربه فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته.
قال قتادة : أجمع أصحاب النبي ﷺ على أن كل معصية فهي بجهالة، عمدا كانت أو جهلا ؛ وقال ابن عباس وقتادة والضحاك ومجاهد والسدي.
وروي عن الضحاك ومجاهد أنهما قالا : الجهالة هنا العمد.
وقال عكرمة : أمور الدنيا كلها جهالة ؛ يريد الخاصة بها الخارجة عن طاعة الله.
وهذا القول جار مع قوله تعالى :﴿ إِنَّمَا الحياة الدنيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ﴾ [ محمد : ٣٦ ].
وقال الزجاج : يعني قوله "بِجَهَالَةٍ" اختيارهم اللذة الفانية على اللذة الباقية.
وقيل :"بجَهَالَةٍ" أي لا يعلمون كُنه العقوبة ؛ ذكره ابن فورك.
قال ابن عطية ؛ وضُعِّف قوله هذا ورُدّ عليه. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٩٢﴾.
وقال ابن عطية :
﴿ بجهالة ﴾ معناه : بسفاهة وقلة تحصيل أدى إلى المعصية، وليس المعنى أن تكون " الجهالة " أن ذلك الفعل معصية، لأن المعتمد للذنوب كان يخرج من التوبة، وهذا فاسد إجماعاً، وبما ذكرته في " الجهالة " قال أصحاب رسول الله ﷺ، ذكر ذلك عنهم أبو العالية، وقال قتادة : اجتمع أصحاب النبي ﷺ على أن كل معصية فهي بجهالة، عمداً كانت أو جهلاً، وقال به ابن عباس ومجاهد والسدي، وروي عن مجاهد والضحاك أنهما قالا :" الجهالة " هنا العمد، وقال عكرمة : أمور الدنيا كلها " جهالة ".


الصفحة التالية
Icon