الجواب فيه وجوه : أحدها : المراد، من زوجاتكم كقوله :﴿والذين يظاهرون مِن نّسَائِهِمْ﴾ [ المجادلة : ٣ ] وقوله :﴿مّن نِّسَائِكُمُ اللاتى دَخَلْتُمْ بِهِنَّ﴾ [ النساء : ٢٣ ] وثانيها : من نسائكم، أي من الحرائر كقوله :﴿واستشهدوا شَهِيدَيْنِ مّن رّجَالِكُمْ﴾ [ البقرة : ٢٨٢ ] والغرض بيان أنه لا حد على الاماء.
وثالثها : من نسائكم، أي من المؤمنات ورابعها : من نسائكم، أي من الثيبات دون الأبكار.
السؤال الثاني : ما معنى قوله :﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ فِى البيوت﴾ ؟
الجواب : فخلدوهن محبوسات في بيوتكم، والحكمة فيه ان المرأة إنما تقع في الزنا عند الخروج والبروز، فإذا حبست في البيت لم تقدر على الزنا، وإذا استمرت على هذه الحالة تعودت العفاف والفرار عن الزنا.
السؤال الثالث : ما معنى ﴿يَتَوَفَّاهُنَّ الموت﴾ والموت والتوفي بمعنى واحد، فصار في التقدير : أو يميتهن الموت ؟
الجواب : يجوز أن يراد.
حتى يتوفاهن ملائكة الموت، كقوله :﴿الذين تتوفاهم الملائكة﴾ [ النحل : ٣٨} ﴿قُلْ يتوفاكم مَّلَكُ الموت﴾ [ السجدة : ١١ ] أو حتى يأخذهن الموت ويستوفي أرواحهن.
السؤال الرابع : إنكم تفسرون قوله :﴿أَوْ يَجْعَلَ الله لَهُنَّ سَبِيلاً﴾ بالحديث وهو قوله عليه الصلاة والسلام :" قد جعل الله لهن سبيلا البكر تجلد والثيب ترجم " وهذا بعيد، لأن هذا السبيل عليها لا لها، فإن الرجم لا شك أنه أغلظ من الحبس.