فصل
قال الثعلبى :
فصل فيما ورد من الأخبار في الرخص في مغالاة المهر لقوله :﴿وَءَاتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا﴾
عن عطاء الخراساني : قال خطب عمر إلى علي ابنته أم كلثوم وهي من فاطمة بنت رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ فقال : إنها صغيرة،
فقال عمر : إني سمعت رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ يقول :"إن كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلاّ نسبي وصهري" فلذلك رغبت فيها.
فقال علي (رضي الله عنه) : إني مرسلها إليك حتى تنظر إلى صغرها فأرسلها إليه،
فجاءته فقالت : إن أبي يقول لك هل رضيت النحلة. فقال : رضيتها. قال : فأنكحه ابنته وصدقها عمر أربعين ألف درهم.
وعن ابن سيرين : إن الحسن (رضي الله عنه) تزوج بامرأة،
فبعث إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم.
وروى مرشد بن عبد الله البرني عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ قال :"خير النكاح أيسرهُ" وقال ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ لرجل :"أترضى أن أُزوجك فلانة ؟
" قال : نعم،
قال للمرأة :"أترضين أن أزوجك فلاناً ؟
" قالت : نعم،
فزوج أحدهما بصاحبه، فدخل عليها الرجل ولم يفرض لها صداقاً ولم يعطها شيئاً، وكان ممّن شهد الحديبية وله سهم بخيبر، فلما حضرته الوفاة قال : إن رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ قد زوّجني بفلانة ولم أفرض لها صداقاً ولم أعطها شيئاً، وإني قد أعطيتها من صداقها سهمي بخيبر، فأخذت سهمها ذلك فباعته بمائة ألف.
وعن ضمرة بن حبيب أن أم حبيبة كانت بأرض الحبشة مع جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه) وأن رسول الله زوّجها فأصدق عنه النجاشي أربعمائة دينار.
وبه عن ابن سيرين عن ابن عباس أنه تزوج سليمة السلمية على عشرة آلاف درهم.
حماد بن سلمة عن ابن بشر أن عروة البارقي تزوج بنت هاني بن قبيصة على ألف درهم.
وعن غيلان بن جرير أن مطرفاً تزوج امرأة على عشرة ألف أواق.