ونحوه عن عُبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال عُبادة : ألا تروني لا أقوم إلا رِفْداً ولا آكل إلا ما لُوِّق لي قال يحيى : يعني لُيِّن وسُخِّن وقد مات صاحبي منذ زمان قال يحيى : يعني ذَكَره وما يَسرّني أني خلوت بامرأة لا تحل لي، وأنّ لي ما تطلع عليه الشمس مخافة أن يأتيني الشيطان فيحرّكه عليّ، إنه لا سمع له ولا بصر!. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ١٤٩﴾.
لطيفة
قال أبو حيان :
قال الراغب : ووصف الإنسان بأنه خلق ضعيفاً، إنما هو باعتباره بالملأ الأعلى نحو :﴿ أأنتم أشد خلقاً أم السماء ﴾ أو باعتباره بنفسه دون ما يعتريه من فيض الله ومعونته، أو اعتباراً بكثرة حاجاته وافتقار بعضهم إلى بعض، أو اعتباراً بمبدئه ومنتهاه كما قال تعالى :﴿ الله الذي خلقكم من ضعف ﴾ فأما إذا اعتبر بعقله وما أعطاه من القوة التي يتمكن بها من خلافة الله في أرضه ويبلغ بها في الآخرة إلى جواره تعالى، فهو أقوى ما في هذا العالم.
ولهذا قال تعالى :﴿ وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ﴾ وقال الحسن : ضعيفاً لأنه خلق من ماء مهين.
قال الله تعالى : الذي خلقكم من ضعف.
وقرأ ابن عباس ومجاهد : وخلق الإنسان مبنياً للفاعل مسنداً إلى ضمير اسم الله، وانتصاب ضعيفاً على الحال.
وقيل : انتصب على التمييز.
لأنه يجوز أن يقدر بمن، وهذا ليس بشيء.
وقيل : انتصب على إسقاط حرف الجر، والتقدير : من شيء ضعيف، أي من طين، أو من نطفة وعلقة ومضغة.
ولما حذف الموصوف والجار انتصبت الصفة بالفعل نفسه.
قال ابن عطية : ويصح أن يكون خلق بمعنى جعل، فيكسبها ذلك قوّة التعدي إلى مفعولين، فيكون قوله : ضعيفاً مفعولاً ثانياً انتهى.