روي عن الرسول ﷺ أنه قال :" ثلاث من أمر الجاهلية : الطعن في الأنساب، والفخر بالأحساب، والاستسقاء بالأنواء، ولا يدعها الناس في الإسلام " وكان أهل الجاهلية يضعون من ابن الهجين، فذكر تعالى هذه الكلمة زجرا لهم عن أخلاق أهل الجاهلية. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ٤٩ ـ ٥٠﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ بَعْضُكُمْ مِّن بَعْضٍ ﴾ ابتداء وخبر ؛ كقولك زيد في الدار.
والمعنى أنتم بنو آدم.
وقيل : أنتم مؤمنون.
وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ؛ المعنى : ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصناتِ المؤمناتِ فلْينكِح بعضُكم من بعض : هذا فتاة هذا، وهذا فتاة هذا.
فبعضكم على هذا التقدير مرفوع بفعله وهو فلينكح.
والمقصود بهذا الكلام تَوْطِئة نفوس العرب التي كانت تستهجن ولد الأَمَة وتُعيّره وتُسمِّيه الهَجِين، فلما جاء الشرع بجواز نكاحها علموا أن ذلك التهجين لا معنى له، وإنما انحطت الأَمَة فلم يجز للحرّ التزوّج بها إلا عند الضرورة ؛ لأنه تسبب إلى إرقاق الولد، وأن الأَمَة لا تَفرُغ للزّوج على الدوام، لأنها مشغولة بخدمة المَوْلَى. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ١٤١﴾.


الصفحة التالية
Icon