وثالثها : هب أن الأهل عبارة عن المولى، لكنه عام يتناول الذكور والإناث، والدلائل الدالة على أن المرأة لا تنكح نفسها خاصة قال عليه الصلاة والسلام :" العاهر هي التي تنكح نفسها " فثبت بهذا الحديث أنه عبارة لها في نكاح نفسها، فوجب أن لا يكون لها عبارة في نكاح مملوكتها، ضرورة أنه لا قائل بالفرق والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ٥٠ ـ ٥١﴾
قوله تعالى ﴿وآتوهن أجورهن بالمعروف﴾

فصل


قال الفخر :
في تفسير الآية قولان :
الأول : أن المراد من الأجور : المهور، وعلى هذا التقدير فالآية تدل على وجوب مهرها إذا نكحها، سمي لها المهر أو لم يسم، لأنه تعالى لم يفرق بين من سمى، وبين من لم يسم في إيجاب المهر، ويدل على أنه قد أراد مهر لمثل قوله تعالى :﴿بالمعروف﴾ وهذا إنما يطلق فيما كان مبنيا على الاجتهاد وغالب الظن في المعتاد والمتعارف كقوله تعالى :﴿وَعلَى المولود لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بالمعروف﴾ [ البقرة : ٢٣٣ ]
الثاني : قال القاضي : ان المراد من أجورهن النفقة عليهن، قال هذا القائل : وهذا أولى من الأول، لأن المهر مقدر، ولا معنى لاشتراط المعروف فيه، فكأنه تعالى بين أن كونها أمة لا يقدح في وجوب نفقتها وكفايتها كما في حق الحرة إذا حصلت التخلية من المولى بينه وبينها على العادة، ثم قال القاضي : اللفظ وان كان يحتمل ما ذكرناه فأكثر المفسرين يحملونه على المهر، وحملوا قوله :﴿بالمعروف﴾ على ايصال المهر إليها على العادة الجميلة عند المطالبة من غير مطل وتأخير. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ٥١﴾

فصل


قال الفخر :


الصفحة التالية
Icon