ومن فوائد القاسمى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ ﴾
أي : لا يأكل بعضكم أموال بعض.
﴿ بِالْبَاطِلِ ﴾ أي : ما لم تبحه الشريعة كالربا والقمار والرشوة، والغضب والسرقة والخيانة، وما جرى مجرى ذلك من صنوف الحيل.
﴿ إِلاّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً ﴾ أي : معاوضة محضة كالبيع.
﴿ عَن تَرَاضٍ مّنكُمْ ﴾ في المحاباة من جانب الآخذ والمأخوذ منه، وقرئ :﴿ تِجَارَةٌ ﴾ بالرفع على أن ( كان ) تامة، وبالنصب على أنها ناقصة، والتقدير : إلا أن تكون المعاملة أو التجارة أو الأموال، تجارة.
قال السيوطيّ في " الإكليل " : في الآية تحريم أكل المال الباطل بغير وجه شرعي، وإباحة التجارة والربح فيها، وأن شرطها التراضي، ومن ههنا أخذ الشافعيّ رحمه الله اعتبار الإيجاب والقبول لفظاً، لأن التراضي أمر قلبي فلا بد من دليل عليه.
وقد يستدل بها من لم يشترطهما إذا حصل الرضا. انتهى.
أي لأن الأقوال، كما تدل على التراضي، فكذلك الأفعال تدل في بعض المحال قطعاً، فصح بيع المعاطاة مطلقاً.


الصفحة التالية
Icon