والنصيب : الحظّ والمقدار، وهو صادق على الحظ في الآخرة والحظّ في الدنيا، وتقدّم آنفاً.
والاكتساب : السعي للكسب، وقد يستعار لحصول الشيء ولو بدون سعي وعلاججٍ.
و( مِن ) للتبعيض أو للابتداء، والمعنى يحتمل أن يكون استحقّ الرجال والنساء كلّ حظّه من الأجر والثواب المنجرّ له من عمله، فلا فائدة في تمنّي فريق أن يعمل عمل فريق آخر، لأنّ الثواب غير منحصر في عمل معيَّن، فإنّ وسائل الثواب كثيرة فلا يسوءكم النهي عن تمنّي ما فضّل الله به بعضكم على بعض.
ويحتمل أنّ المعنى : استحقّ كلّ شخص، سواء كان رجلاً أم امرأة، حظّه من منافع الدنيا المنجرّ له ممّا سعى إليه بجهده، أو الذي هو بعض ما سعى إليه، فتمنّي أحد شيئاً لم يسع إليه ولم يكن من حقوقه، هو تمنّ غير عادل، فحَقَّ النهي عنه ؛ أو المعنى استحقّ أولئك نصيبهم ممّا كسبوا، أي ممّا شُرع لهم من الميراث ونحوه، فلا يحسد أحدٌ أحداً على ما جعل له من الحقّ، لأنّ الله أعلم بأحقّيّة بعضكم على بعض. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ١٠٧ ـ ١٠٨﴾
قوله تعالى ﴿واسألوا الله مِن فَضْلِهِ﴾
فائدة
قال الفخر :
قوله :﴿واسألوا الله مِن فَضْلِهِ﴾ تنبيه على أن الإنسان لا يجوز له أن يعين شيئاً في الطلب والدعاء، ولكن يطلب من فضل الله ما يكون سبباً لصلاحه في دينه ودنياه على سبيل الإطلاق. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ٦٨﴾
وقال الطبرى :
﴿ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ﴾
يعني بذلك جل ثناؤه : واسألوا الله من عونه وتوفيقه للعمل بما يرضيه عنكم من طاعته. ففضله في هذا الموضع : توفيقه ومعونته. أ هـ ﴿تفسير الطبرى حـ ٨ صـ ٢٦٨﴾