وقال الفخر :
اعلم أنه تعالى قال :﴿وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ﴾ [ النساء : ٣٢ ] وقد ذكرنا أن سبب نزول هذه الآية أن النساء تكلمن في تفضيل الله الرجال عليهن في الميراث، فذكر تعالى في هذه الآية أنه إنما فضل الرجال على النساء في الميراث، لأن الرجال قوامون على النساء، فإنهما وإن اشتركا في استمتاع كل واحد منهما بالآخر، أمر الله الرجال أن يدفعوا إليهن المهر، ويدروا عليهن النفقة فصارت الزيادة من أحد الجانبين مقابلة بالزيادة من الجانب الآخر، فكأنه لا فضل ألبتة، فهذا هو بيان كيفية النظم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ٧١﴾

فصل فى سبب نزول الآية


قال القرطبى :
الآية نزلت في سعد بن الربيع نَشَزت عليه امرأته حبيبة بنت زيد بن خارجة بن أبي زهير فلطمها ؛ فقال أبوها :" يا رسول الله، أفرشتهُ كريمتي فلطمها فقال عليه السلام :"لِتَقْتَصّ من زوجها".
فانصرفت مع أبيها لتقتصّ منه، فقال عليه السلام :"ارجعوا : هذا جبريل أتاني" فأنزل الله هذه الآية فقال عليه السلام :"أردنا أمْرّاً وأراد الله غيره" " وفي رواية أُخرى ؛ " أردتُ شيئاً وما أراد الله خير " ونقض الحكم الأوّل.
وقد قيل : إن في هذا الحكم المردود نزل ﴿ وَلاَ تَعْجَلْ بالقرآن مِن قَبْلِ إَن يقضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ﴾ [ طه : ١١٤ ].
ذكر إسماعيل بن إسحاق قال : حدّثنا حجّاج بن المنهال وعارِم بن الفَضْل واللفظ لحجاج قال حدّثنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن يقول :" إن امرأة أتت النبي ﷺ فقالت : إن زَوْجي لطم وجهي.
فقال :"بينكما القصاص" "، فأنزل الله تعالى :﴿ وَلاَ تَعْجَلْ بالقرآن مِن قَبْلِ إَن يقضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ ﴾.
وأمسك النبي ﷺ حتى نزل :﴿ الرجال قَوَّامُونَ عَلَى النسآء ﴾.


الصفحة التالية
Icon