وأما إذا حملنا الآية على ما ذكرنا لم نحتج فيه إلى هذه الالحاقات فكان ما قلناه أولى.
ولمن نصر القول الثاني أن يقول : إن قوله تعالى :﴿حتى تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ يدل على أن المراد من قوله :﴿لاَ تَقْرَبُواْ الصلاة﴾ نفس الصلاة لأن المسجد ليس فيه قول مشروع يمنع السكر منه، أما الصلاة ففيها أقوال مخصوصة يمنع السكر منها، فكان حمل الآية على هذا أولى، وللقائل الأول أن يجيب بأن الظاهر أن الإنسان إنما يذهب إلى المسجد لأجل الصلاة، فما يخل بالصلاة كان كالمانع من الذهاب إلى المسجد فلهذا ذكر هذا المعنى. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ٨٧ ـ ٨٨﴾

فصل


قال الفخر :
قال الواحدي رحمه الله : السكارى جمع سكران، وكل نعت على فعلان فإنه يجمع على : فعالى وفعالى، مثل كسالى وكسالى، وأصل السكر في اللغة سد الطريق، ومن ذلك سكر البثق وهو سده، وسكرت عينه سكرا إذا تحيرت، ومنه قوله تعالى :﴿إِنَّمَا سُكّرَتْ أبصارنا﴾ [ الحجر : ١٥ ] أي غشيت فليس ينفذ نورها ولا تدرك الأشياء على حقيقتها، ومن ذلك سكر الماء وهو رده على سننه في الجري.
والسكر من الشراب وهو أن ينقطع عما عليه من النفاذ حال الصحو، فلا ينفذ رأيه على حد نفاذه في حال صحوه.
إذا عرفت هذا فنقول : في لفظ السكارى في هذه الآية قولان :
الأول : المراد منه السكر من الخمر وهو نقيض الصحو، وهو قول الجمهور من الصحابة والتابعين.


الصفحة التالية
Icon