والمراد بالناس النبي ﷺ والفضل النبوءة، أو المراد به النبي والمؤمنون، والفضلُ الهُدى بالإيمان.
وقوله ﴿ فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب ﴾ عطف على مقدّر من معنى الاستفهام الإنكاري، توجيهاً للإنكار عليهم، أي فلا بدع فيما حسدوه إذ قد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة والملك.
وآل إبراهيم : أبناؤه وعقبه ونسله، وهو داخل في هذا الحكم لأنّهم إنّما أعطوه لأجل كرامته عند الله ووعد الله إيّاه بذلك.
وتعريف ( الكتاب ) : تعريف الجنس، فيصدق بالمتعدّد، فيشمل صحف إبراهيم، وصحف موسى، وما أنزل بعد ذلك.
والحكمة : النبوءة، والملك : هو ما وعد الله به إبراهيم أن يعطيه ذرّيته وما آتى الله داود وسليمان وملوكَ إسرائيل.
وضمير ﴿ منهم ﴾ يجوز أن يعود إلى ما عاد إليه ضمير ﴿ يحسدون ﴾. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ١٥٧ ـ ١٥٨﴾
فصل
قال ابن كثير فى معنى الآية :
﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ يعني بذلك : حسدهم النبي ﷺ على ما رزقه الله من النبوة العظيمة، ومنعهم من تصديقهم إياه حسدهم له ؛ لكونه من العرب وليس من بني إسرائيل.