قال القاضي أبو محمد : فتقتضي هذه الآية الغض من المزكي لنفسه بلسانه، والإعلام بأن الزاكي المزكى من حسنت أفعاله وزكاه الله عز وجل. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ٦٥﴾
فائدة
قال فى روح البيان :
قال الإمام أبو منصور رحمه الله :
قول الرجل : أنا مؤمن ليس بتزكية النفس بل إخبار عن شىء أكرم به وإنما التزكية أن يرى نفسه تقيا صالحا ويمدح به
قال السرى قدس سره : من تزين للناس بما ليس فيه سقط من عين الله تعالى
فيجب على العبد المؤمن أن يمتنع عن مدح نفسه ألا يرى إلى قوله ـ عليه السلام ـ " أنا سيد ولد آدم " كيف عقبه بقوله " ولا فخر " أى لست أقول هذا تفاخرا كما يقصده الناس بالثناء على أنفسهم لأن افتخاره ـ عليه السلام ـ كان بالله وتقربه من الله لا بكونه مقدما على أولاد آدم كما أن المقبول عند الملك قبولا عظيما إنما يكون بقبوله إياه وبه يفرح لا بتقديمه على بعض رعاياه. أ هـ ﴿روح البيان حـ ٢ صـ ٢٦٨ ـ ٢٦٩﴾
قوله تعالى ﴿بَلِ الله يُزَكّى مَن يَشَاء﴾

فصل


قال الفخر :
قوله :﴿بَلِ الله يُزَكّى مَن يَشَاء﴾ يدل على أن الإيمان يحصل بخلق الله تعالى لأن أجل أنواع الزكاة والطهارة وأشرفها هو الإيمان، فلما ذكر تعالى أنه هو الذي يزكي من يشاء دل على أن إيمان المؤمنين لم يحصل إلا بخلق الله تعالى. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٠٢﴾
وقال البيضاوى :
﴿ بَلِ الله يُزَكّي مَن يَشَاء ﴾ تنبيه على أن تزكيته تعالى هي المعتد بها دون تزكية غيره، فإنه العالم بما ينطوي عليه الإِنسان من حسن وقبيح، وقد ذمهم وزكى المرتضين من عباده المؤمنين. أ هـ ﴿تفسير البيضاوى حـ ٢ صـ ٢٠١﴾


الصفحة التالية
Icon