وحكى القفال عن بعضهم أن الجبت أصله جبس، فأبدلت السين تاء، والجبس هو الخبيث الردىء، وأما الطاغوت فهو مأخوذ من الطغيان، وهو الإسراف في المعصية، فكل من دعا إلى المعاصي الكبار لزمه هذا الاسم، ثم توسعوا في هذا الاسم حتى أوقعوه على الجماد، كما قال تعالى :﴿واجنبنى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ الأصنام رَبّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ الناس﴾ [ إبراهيم : ٣٥، ٣٦ ] فأضاف الإضلال إلى الأصنام مع أنها جمادات.
الثاني : قال صاحب "الكشاف" : الجبت الأصنام وكل ما عبد من دون الله، والطاغوت الشيطان.
الثالث : الجبت الأصنام، والطاغوت تراجمة الأصنام يترجمون للناس عنها الأكاذيب فيضلونهم بها، وهو منقول عن ابن عباس.
الرابع : روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : الجبت الكاهن، والطاغوت الساحر.
الخامس : قال الكلبي : الجبت في هذه الآية حيي بن أخطب والطاغوت كعب بن الأشرف، وكانت اليهود يرجعون اليهما، فسميا بهذين الاسمين لسعيهما في إغواء الناس وإضلالهم.
السادس : الجبت والطاغوت صنمان لقريش، وهما الصنمان اللذان سجد اليهود لهما طلبا لمرضاة قريش، وبالجملة فالأقاويل كثيرة، وهما كلمتان وضعتا علمين على من كان غاية في الشر والفساد. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٠٣ ـ ١٠٤﴾
قال الطبرى :
والصواب من القول في تأويل :"يؤمنون بالجبت والطاغوت"، أن يقال : يصدِّقون بمعبودَين من دون الله، يعبدونهما من دون الله، ويتخذونهما إلهين.