وقال أبو السعود :
﴿ أولئك ﴾ إشارةٌ إلى القائلين، وما فيه من معنى البُعْد مع قربهم في الذكر للإشعار ببُعد منزلتِهم في الضلال، وهو مبتدأٌ خبرُه قولُه تعالى :﴿ الذين لَعَنَهُمُ الله ﴾ أي أبعدهم عن رحمته وطردهم، والجملةُ مستأنفةٌ لبيان حالِهم وإظهارِ مصيرِهم ومآلِهم ﴿ وَمَن يَلْعَنِ الله ﴾ أي يُبعده عن رحمته ﴿ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً ﴾ يدفع عنه العذابَ دنيوياً كان أو أخروياً لا بشفاعة ولا بغيرها، وفيه تنصيصٌ على حِرمانهم مما طلبوا من قريش، وفي كلمة لن وتوجيهِ الخطابِ إلى كل أحد ممن يتسنى له الخطابُ وتوحيدِ النصيرِ مُنكّراً والتعبيرِ عن عدمه بعدم الوُجدانِ المُنْبىءِ عن سبق الطلبِ مُسنداً إلى المخاطبَ العامِّ من الدِلالة على حِرمانهم الأبديِّ بالكلية ما لا يخفى. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٢ صـ ١٨٩﴾
وقال الآلوسى :
﴿ أولئك ﴾ القائلون المبعدون في الضلالة ﴿ الذين لَعَنَهُمُ الله ﴾ أي أبعدهم عن رحمته وطردهم، واسم الإشارة مبتدأ والموصول خبره، والجملة مستأنفة لبيان حالهم وإظهار مآلهم ﴿ وَمَن يَلْعَنِ ﴾ أي يبعده ﴿ الله ﴾ من رحمته ﴿ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً ﴾ أي ناصراً يمنع عنه العذاب دنيوياً كان أو أخروياً بشفاعة أو بغيرها، وفيه بيان لحرمانهم ثمرة استنصارهم بمشركي قريش وإيماء إلى وعد المؤمنين بأنهم المنصورون حيث كانوا بضد هؤلاء فهم الذين قربهم الله تعالى ومن يقربه الله تعالى فلن تجد له خاذلاً.