فإذا كان الجود من لوازم الملك وجب في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أن يكونوا في غاية الجود والكرم والرحمة والشفقة، ليصير كل واحد من هذه الأخلاق سببا لانقياد الخلق لهم، وامتثالهم لأوامرهم.
وكمال هذه الصفات حاصل لمحمد عليه الصلاة والسلام. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٠٥﴾

فصل


قال الفخر :
قال أهل اللغة : النقير نقرة في ظهر النواة ومنها تنبت النخلة، وأصله أنه فعيل من النقر، ويقال للخشب الذي ينقر فيه نقير لأنه ينقر، والنقر ضرب الحجر وغيره بالمنقار والمنقار حديدة كالفأس تقطع بها الحجارة، والغرض انهم يبخلون بأقل القليل. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٠٦﴾
من فوائد ابن عطية فى الآية
قال رحمه الله :
عرف ﴿ أم ﴾ أن تعطف بعد استفهام متقدم، كقولك : أقام زيد أم عمرو، فإذا وردت ولم يتقدمها استفهام، فمذهب سيبويه : أنها مضمنة معنى الإضراب عن الكلام الأول والقطع منه، وهي مضمنة مع ذلك معنى الاستفهام، فهي بمعنى " بل " مع ألف الاستفهام، كقول العرب : إنها لإبل أم شاء، فالتقدير عند سيبويه، أنها لإبل بل أهي شاء. وكذلك هذا الموضع، تقديره : بل ألهم نصيب من الملك ؟ وقد حكي عن بعض النحويين، أن ﴿ أم ﴾ يستفهم بها ابتداء دون تقدم استفهام، حكاه ابن قتيبة في المشكل، وهذا غير مشهور للعرب، وقال بعض المفسرين :﴿ أم ﴾ بمعنى بل، ولم يذكروا الألف اللازمة، فأوجبوا على هذا حصول الملك للمذكور ينفي الآية، والتزموا ذلك وفسروا عليه، فالمعنى عندهم : بل هم ملوك أهل دنيا وعتو وتنعم، لا يبغون غيره، فهم بخلاء به، حريصون على أن لا يكون ظهور لسواهم.


الصفحة التالية
Icon