" فصل "
قال السيوطى :
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا (٥١) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (٥٢) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (٥٣)
أخرج الطبراني والبيهقي في الدلائل من طريق عكرمة عن ابن عباس قال :" قدم حيي بن أخطب، وكعب بن الأشرف، مكة على قريش فحالفوهم على قتال رسول الله ﷺ فقالوا لهم : أنتم أهل العلم القديم وأهل الكتاب، فأخبرونا عنا وعن محمد قالوا : ما أنتم وما محمد ؟ قالوا : ننحر الكوماء، ونسقي اللبن على الماء، ونفك العناة، ونسقي الحجيج، ونصل الأرحام. قالوا : فما محمد ؟ قالوا : صنبور قطع أرحامنا، واتبعه سراق الحجيج بنو غفار. قالوا : لا بل أنتم خير منهم واهدى سبيلاً. فأنزل الله ﴿ ألم ترَ إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت... ﴾ إلى آخر الآية ".
وأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة. مرسلاً.
وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت له قريش : أنت خير أهل المدينة وسيدهم ؟ قال : نعم. قالوا : ألا ترى إلى هذا المنصبر المنبتر من قومه، يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج، وأهل السدانة، وأهل السقاية! قال : أنتم خير منه. فانزلت ﴿ إن شانئك هو الأبتر ﴾ [ الكوثر : ٣ ] وأنزلت ﴿ ألم ترَ إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ﴾ إلى قوله ﴿ نصيراً ﴾.


الصفحة التالية
Icon