ولا ريب أن المنعم عليهم : هم أتباعه والمغضوب عليهم هم الخارجون عن أتباعه وأتبع الأمة له وأطوعهم : أصحابه وأهل بيته وأتبع الصحابة له : السمع والبصر أبو بكر وعمر وأشد الأمة مخالفة له هم الرافضة فخلافهم له معلوم عند جميع فرق الأمة ولهذا يبغضون السنة وأهلها ويعادونها ويعادون أهلها فهم أعداء سنته وأهل بيته وأتباعه من بنيهم أكمل ميراثا ؟ بل هم ورثته حقا.
فقد تبين أن الصراط المستقيم : طريق أصحابه وأتباعه وطريق أهل الغضب والضلال طريق الرافضة.
وبهذه الطريق بعينها يرد على الخوارج فإن معاداتهم الصحابة معروفة.
فصل
وسر الخلق والأمر والكتب والشرائع والثواب والعقاب انتهى إلى هاتين الكلمتين وعليهما مدار العبودية والتوحيد حتى قيل : أنزل الله مائة كتاب وأربعة كتب جمع معانيها في التوراة والإنجيل والقرآن وجمع معاني هذه الكتب الثلاثة في القرآن وجمع معاني القرآن في المفصل وجمع معاني المفصل في الفاتحة ومعاني الفاتحة في ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
وهما الكلمتان المقسومتان بين الرب وبين عبده نصفين فنصفهما له تعالى وهو ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾
ونصفهما لعبده وهو ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
وسيأتي سر هذا ومعناه إن شاء الله في موضعه.