بما يدفع عنهم والصنع بجمع العناية والدفع بحسن الرعاية إلى هاهنا كلام الاستاذ امّا من اخترعى ان اسم الرحمن محل طلوع انوار العناية والرحيم محل اشراق شمس الكفاية فبالعناية تهدى أهل العرفان إلى مشاهد القدم وبالكفاية يحفظ حقائق ايمانهم ابداً لوجه بقاء الديموميّة فالبرحمن تأيدهم وبالرحيم ترقّيهم وتحفظهم فالاوّل للعناية والاخر للكفاية تغمرهم بنور الازلية بين الصفتين حتى يصيروا بالرحمن مشتاقين وبالرّحيم والهِين وقال حَمِيد هل يكون من الرحمن لأهل الايمان الا الأمنَ والامان والرّؤية والعيانَ وقال سهل الرحمن على عباده بالمغفرة والرّضوان والرّحيمُ عليهم بالعوافى والارزاق.
قوله تعالى ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ في اسم المالك رجاء المقبلين وتخويف المهلكين يجازى مقاساة أَكَم فراقِ العاشقين بمشاهدته ونفائس كرامته ويجازى عُموم المحبين بكشف جمالِه وجلاله ويجازى المعاملةَ الصادقين بادخالهم في جنانه واسكانهم في جواره وقال ابن عطا يجازى يوم الحساب كل صنفٍ بقصودهم وهمتهم ويجازى العارفين بالقرب منه والنظر إلى وجهه الكريمة ويجازى ارباب المعاملات بالحسنات وقيل مالكِ يوم الكشف والاشهاد ليجازى كل نفسٍ بما تسعى وقال الاستاذ مالك نفوس العابدين فصرفها في خدمته ومالك قلوب العارفين فشرفها ومَالِكِ نفوس القاصدين فيتمها ومالك قلوب الواجدين فهيّمها ومالكِ اشباحِ من عَبَدَه فلاطفها بنواله وافضاله ومالك أرواح من اَحَبّه فكاشفها بنعت جلال ووصف جماله ومالك زمامِ ارباب التوحيد فصرّفهم حيث شاء كما شاء ووفقهم حيث شاء كما شاء على ما يشاء كما شاء لم تكِلْهم إليهم لحظة ولا ملَكهم من امرهم سيئةً ولا خَطْرة افناهم له عنهم.