قوله تعالى ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ أي بمعونتك نعبدك لا بحولنا وقوّتنا وايّاك نستعين بتمام عبوديتك ودوام سَتْرك علينا حتَى نرى فضلك ولا ننظر إلى اعمالنا إيّاك نعبد أي إيّاك نعبد لا برؤية المعاملات وطلب المكافآت وإياك نستعين أي نستعينك بمزيد العناية بنعت العصمة عن القطيعة وأيضا إياك نعبد بالمراقبة وإياك نستعين بكشف المشاهدة وايضاً إياك نعبد بعلم اليقين وإياك نستعين بحق اليقين وأيضا وإياك نعبد وإياك نستعين بالرّؤية وقيل إياك نعبد بقطع العلائق والاغراض وإياك نستعين على ثبات هذا الحال بك ولا بنا وقيل ايّاك نعبد بالعلم وإياك نستعين بالمعرفة وقيل إياك نعبد بأمْرك وإياك نستعين علينا بفضلك قال سهل إياك نعبد بهدايتك وإياك نستعين بكلايتك على عبادتك قال الانطاكىُّ انّما يعبدُ الله على اربع على الرغبة والرّهبة والحياء والمحّبة فأفضلها المحبَّةُ التي تَليها والحيَاء ثم الرَّهبةُ ثم الرَّغبةُ وقال الأستاذ العبادة بستانُ القاصدين ومستروح المريدين ومَرْتَعُ الأنس للمحبين ومرتع البَهْجة للعارفين بها قوة أعينِهم وفيها مسَرَّةُ قلوبهم ومنها راحة ابدانهم.
قوله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾