وقال الإمام أحمد بن حنبل : حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن سعيد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي قال : بعث رسول الله ﷺ سرية، واستعمل عليهم رجلا من الأنصار، فلما خرجوا وَجَد عليهم في شيء. قال : فقال لهم : أليس قد أمركم رسول الله ﷺ أن تطيعوني ؟ قالوا : بلى، قال : اجمعوا لي حطبا. ثم دعا بنار فأضرمها فيه، ثم قال : عزمت عليكم لتدخلنها. [قال : فهم القوم أن يدخلوها] قال : فقال لهم شاب منهم : إنما فررتم إلى رسول الله ﷺ من النار، فلا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله ﷺ، فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها. قال : فرجعوا إلى رسول الله ﷺ فأخبروه، فقال لهم :"لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا ؛ إنما الطاعة في المعروف". أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش، به (١).
وقال أبو داود : حدثنا مُسَدَّد، حدثنا يحيى، عن عبيد الله، حدثنا نافع، عن عبد الله بن عمر،
عن رسول الله ﷺ قال :"السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة".
وأخرجاه من حديث يحيى القطان (٢).
وعن عبادة بن الصامت قال : بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة، في مَنْشَطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثَرَةٍ علينا، وألا ننازع الأمر أهله. قال :"إلا أن تروا كفرا بَوَاحا، عندكم فيه من الله برهان" أخرجاه (٣).
وفي الحديث الآخر، عن أنس : أن رسول الله ﷺ قال :"اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة". رواه البخاري (٤).
(١) المسند (١/٨٢) وصحيح البخاري برقم (٤٣٤٠)، وصحيح مسلم برقم (١٨٤٠).
(٢) سنن أبي داود برقم (٢٦٢٦)، وصحيح البخاري برقم (٧١٤٤)، وصحيح مسلم برقم (١٨٣٩).
(٣) صحيح البخاري برقم (٧١٩٩)، وصحيح مسلم برقم (١٧٠٩).
(٤) صحيح البخاري برقم (٦٩٣).