واعلم أن المفسرين اتفقوا على أن هذه الآية نزلت في بعض المنافقين، ثم قال أبو مسلم : ظاهر الآية يدل على أنه كان منافقا من أهل الكتاب، مثل أنه كان يهوديا فأظهر الإسلام على سبيل النفاق لأن قوله تعالى :﴿يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءامَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ﴾ إنما يليق بمثل هذا المنافق. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٢٣ ـ ١٢٤﴾
وقال ابن عطية :
وقال عامر الشعبي وغيره : نزلت الآية في منافق اسمه بشر، خاصم رجلاً من اليهود، فدعاه اليهودي إلى المسلمين لعلمه أنهم لا يرتشون، وكان هو يدعو اليهودي إلى اليهود لعلمه أنهم يرتشون، فاتفقا بعد ذلك على أن أتيا كاهناً كان بالمدينة فرضياه، فنزلت هذه الآية فيهما وفي صنفيهما، " فالذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل " على محمد هم المنافقون، " والذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل " من قبله هم اليهود، وكل قد أمر في كتابه بالكفر بالطاغوت، و﴿ الطاغوت ﴾ هنا الكاهن المذكور، فهذا تأنيب للصنفين، وقال ابن عباس :﴿ الطاغوت ﴾ هنا هو كعب بن الأشرف وهو الذي تراضيا به فعلى هذا إنما يؤنب صنف المنافقين وحده، وهم الذين آمنوا بما أنزل على محمد وبما أنزل من قبله بزعمهم، لأن اليهود لم يؤمروا في شرعهم بالكفر بالأحبار، وكعب منهم، وذكر النقاش : أن كعباً هذا أصله من طيىء وتهود، وقال مجاهد : نزلت في مؤمن ويهودي، وقالت فرقة : نزلت في يهوديين.