قال القاضي أبو محمد رحمه الله : وهذان القولان بعيدان من الاستقامة على ألفاظ الآية، وقال السدي : نزلت في المنافقين من قريظة والنضير، وذلك أنهم تفاخروا بسبب تكافؤ دمائهم، إذ كانت النضير في الجاهلية تدي من قتلت، وتستقيد إذا قتلت قريظة منهم، فأبت قريظة لما جاء الإسلام، وطلبوا المنافرة، فدعا المؤمنون منهم إلى النبي ﷺ، ودعا المنافقون إلى أبي بردة الكاهن، فنزلت الآية فيهم، وحكى الزجّاج : أن المنافق المتقدم الذكر أو غيره اختصم عند النبي ﷺ فقضى في أمره، فخرج وقال لخصمه : لا أرضى بحكمه، فذهبا إلى أبي بكر فقضى بينهما، فقال المنافق : لا أرضى، فذهبا إلى عمر فوصفا له جميع ما فعلا، فقال لهما : اصبرا حتى أقضي حاجة في منزلي ثم أخرج فأحكم بينكما، فدخل وأخذ سيفه وخرج، فضرب المنافق حتى برد، وقال : هذا حكمي فيمن لم يرض بحكم رسول الله ﷺ، فنزلت الآية، وقال الحسن : احتكم المنافقون بالقداح التي يضرب بها عند الأوثان فنزلت الآية. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ٧٢﴾


الصفحة التالية
Icon