فلا بد أيضا من التسليم معه في الظاهر، فقوله :﴿ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مّمَّا قَضَيْتَ﴾ المراد به الانقياد في الباطن، وقوله :﴿وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيماً﴾ المراد منه الانقياد في الظاهر والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٣١ ـ ١٣٢﴾
لطيفة
قال الثعالبى :
قال ابنُ عطاءِ اللَّه في "التنوير" : وفي قوله سبحانه :﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حتى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ﴾ : دلالةٌ على أنَّ الإيمان الحقيقيَّ لا يحصُلُ إلا لمن حَكَّمَ اللَّهَ ورسولَهُ على نَفْسه، قولاً وفعلاً، وأَخْذاً وتَرْكاً، وحُبًّا وبُغْضاً ؛ فتبيَّن لك من هذا أنه لا تَحْصُلُ لك حقيقةُ الإيمانِ باللَّهِ إلاَّ بأمْرَيْنِ : الامتثالِ لِلأمْرِهِ، والاستسلامِ لِقَهْرِهِ سبحانه. انتهى. أ هـ ﴿الجواهر الحسان حـ ١ صـ ٣٨٧﴾

فصل


قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ في أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ ﴾ أي ضِيقاً وشَكّاً ؛ ومنه قيل للشجر الملتفّ : حَرَج وحَرَجَة، وجمعها حِرَاج.
وقال الضحاك : أي إثما بإنكارهم ما قضيت.
﴿ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ﴾ أي ينقادوا لأمرك في القضاء.
وقال الزجاج :﴿ تَسْلِيماً ﴾ مصدر مؤكّد ؛ فإذا قلت : ضربت ضرباً فكأنك قلت لا أشكّ فيه ؛ وكذلك ﴿ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ﴾ أي ويُسلّموا لحكمك تسليماً لا يُدخلون على أنفسهم شكاً. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٢٦٩﴾.


الصفحة التالية
Icon