فصل
قال الفخر :
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي :﴿أَنِ اقتلوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخرجوا مِن دياركم﴾ بضم النون في "أن" وضم واو "أو" والسبب فيه نقل ضمة ﴿اقتلوا﴾ وضمة ﴿أَخْرِجُواْ﴾ إليهما، وقرأ عاصم وحمزة بالكسر فيهما لالتقاء الساكنين، وقرأ أبو عمرو بكسر النون وضم الواو، وقال الزجاج : ولست أعرف لفصل أبي عمرو بين هذين الحرفين خاصية إلا أن يكون رواية.
وقال غيره : أما كسر النون فلأن الكسر هو الأصل لالتقاء الساكنين، وأما ضم الواو فلأن الضمة في الواو أحسن لأنها تشبه واو الضمير.
واتفق الجمهور على الضم في واو الضمير نحو ﴿اشتروا الضلالة﴾ [ البقرة : ١٦ ] ﴿وَلاَ تَنسَوُاْ الفضل﴾ [ البقرة : ٢٣٧ ]. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٣٣ ـ ١٣٤﴾
فصل
قال الفخر :
الضمير في قوله :﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ﴾ فيه قولان :
الأول : وهو قول ابن عباس ومجاهد أنه عائد إلى المنافقين، وذلك لأنه تعالى كتب على بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم، وكتب على المهاجرين أن يخرجوا من ديارهم، فقال تعالى : ولو أنا كتبنا القتل والخروج عن الوطن على هؤلاء المنافقين ما فعله الا قليل رياء وسمعة، وحينئذ يصعب الأمر عليهم وينكشف كفرهم، فإذا لم نفعل ذلك بل كلفناهم بالأشياء السهلة فليتركوا النفاق وليقبلوا الإيمان على سبيل الإخلاص، وهذا القول اختيار أبي بكر الأصم وأبي بكر القفال.