" فصل "
قال السيوطى :
وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (٦٦) وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (٦٧) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٦٨)
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ﴿ ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم ﴾ هم يهود، يعني والعرب كما أمر أصحاب موسى عليه السلام أن يقتل بعضهم بعضاً بالخناجر.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سفيان في قوله ﴿ ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم ﴾ قال : نزلت في ثابت بن قيس بن شماس، وفيه أيضاً ﴿ وآتوا حقه يوم حصاده ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : افتخر ثابت بن قيس بن شماس ورجل من اليهود فقال اليهودي : والله لقد كتب الله علينا، أن اقتلوا أنفسكم، فقتلنا أنفسنا فقال ثابت : والله لو كتب الله علينا أن اقتلوا أنفسكم، لقتلنا أنفسنا. فأنزل الله في هذا ﴿ ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن إسحاق السبيعي قال : لما نزلت ﴿ ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم... ﴾ الآية. قال رجل : لو أمرنا لفعلنا، والحمد لله الذي عافانا. فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال :" إن من أمتي لرجالاً الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي ".


الصفحة التالية
Icon