والآخرة "
، وكان في شكواه الذي قبض فيه أخذته بحّة شديدة، فسمعته يقول :﴿مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين﴾ فعلمت أنه خيّر.
ولما أخبر أن المطيع مع هؤلاء، لم يكتف بما أفهم ذكرهم من جلالهم وجلال من معهم، بل زاد في بيان علو مقامهم ومقام كل من معهم بقوله :﴿وحسن﴾ أي وما أحسن ﴿أولئك﴾ أي العالو الأخلاق السابقون يوم السباق ﴿رفيقاً﴾ من الرفق، وهو لغة : لين الجانب ولطافة الفعل وهو مما يستوي واحده وجمعه.
ثم أشار إلى تعظيم ما منحهم به مرغباً في العمل بما يؤدي إليه بأداة البعد فقال :﴿ذلك الفضل﴾ وزاد في الترغيب فيه بالإخبار عن هذا الابتداء بالاسم الأعظم فقال :﴿من الله ﴾.
ولما كان مدار التفضيل على العلم، قال - بانياً على تقديره : لما يعلم من صحة بواطنهم اللازم منها شرف ظواهرهم - :﴿وكفى بالله﴾ أي الذي له الإحاطة الكاملة ﴿عليماً﴾ يعلم من الظواهر والضمائر ما يستحق به التفضيل من فضله على غيره. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٢٧٦ ـ ٢٧٨﴾
وقال الفخر :