الثاني : أن القول البليغ صفة للوعظ، فأمر تعالى بالوعظ، ثم أمر أن يكون ذلك الوعظ بالقول البليغ، وهو أن يكون كلاما بليغا طويلا حسن الألفاظ حسن المعاني مشتملا على الترغيب والترهيب والاحذار والانذار والثواب والعقاب، فإن الكلام إذا كان هكذا عظم وقعه في القلب، وإذا كان مختصرا ركيك اللفظ قليل المعنى لم يؤثر ألبتة في القلب. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٢٨﴾
وقال الآلوسى :
﴿ وَقُل لَّهُمْ فِى أَنفُسِهِمْ ﴾ أي قل لهم خالياً لا يكون معهم أحد لأنه أدعى إلى قبول النصيحة، ولذا قيل : النصح بين الملأ تقريع، أو قل لهم في شأن أنفسهم ومعناها ﴿ قَوْلاً بَلِيغاً ﴾ مؤثراً واصلا إلى كنه المراد مطابقاً لما سيق له من المقصود فالظرف على التقديرين متعلق بالأمر.