في البخاري عنه ﴿ إلا المستضعَفين مِن الرجالِ والنساءِ والوِلدانِ ﴾ فقال : كنت أنا وأمي مِمن عَذَر الَّله، أنا من الولدان وأمي من النساء. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٢٧٩﴾.
وقال ابن عاشور :
و( المستضعفون ) الذين يعدّهم الناس ضعفاء، و ( فالسين والتاء للحسبان، وأراد بهم من بقي من المؤمنين بمكة من الرجال الذين منعهم المشركون من الهجرة بمقتضى الصلح الذي انعقد بين الرسول ﷺ وبين سفير قريش سهيل بن عمرو ؛ إذّ كان من الشروط التي انعقد عليها الصلح : أنّ من جاء إلى مكة من المسلمين مرتداً عن الإسلام لا يردّ إلى المسلمين، ومن جاء إلى المدينة فارّاً من مكة مؤمناً يردّ إلى مكة.
ومن المستضعفين الوليد بن الوليد.
وسلمة بن هشام.
وعيّاش بن أبي ربيعة.
وأمّا النساء فهنّ ذوات الأزواج أو ولايى الأولياء المشركين اللائي يمنعهنّ أزواجهنّ وأولياؤهنّ من الهجرة : مثل أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط، وأمّ الفضل لبابَة بنت الحارث زوج العباس، فقد كنّ يؤذَيْن ويحقَّرْن.
وأمّا الوِلدَانُ فهم الصغار من أولاد المؤمنين والمؤمنات، فإنّهم كانوا يألَمون من مشاهدة تعذيب آبائهم وذويهم وإيذاء أمّهاتهم وحاضناتهم، وعن ابن عباس أنّه قال : كنتُ أنا وأميّ من المستضعفين.
والقتال في سبيل هؤلاء ظاهر، لإنقاذهم من فتنة المشركين، وإنقاذ الولدان من أن يشبّوا على أحوال الكفر أو جهل الإيمان. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ١٨٧﴾

فصل


قال الفخر :
الولدان : جمع الولد، ونظيره مما جاء على فعل وفعلان، نحو حزب وحزبان، وورك ووركان، كذلك ولد وولدان.


الصفحة التالية
Icon