قال صاحب "الكشاف" : ويجوز أن يراد بالرجال والنساء الأحرار والحرائر، وبالولدان العبيد والإماء، لأن العبد والأمة يقال لهما الوليد والوليدة، وجمعهما الولدان والولائد، إلا أنه جعل ههنا الولدان جمعا للذكور والإناث تغليبا للذكور على الإناث، كما يقال آباء وإخوة والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٤٥ ـ ١٤٦﴾
فائدة
قال الفخر :
إنما ذكر الله الولدان مبالغة في شرح ظلمهم حيث بلغ أذاهم الولدان غير المكلفين إرغاما لآبائهم وأمهاتهم، ومبغضة لهم بمكانهم، ولأن المستضعفين كانوا يشركون صبيانهم في دعائهم استنزالا لرحمة الله بدعاء صغارهم الذين لم يذنبوا، كما وردت السنة باخراجهم في الاستسقاء. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٤٦﴾
لطيفة
قال ابن عطية :
والآية تتناول المؤمنين والأسرى وحواضر الشرك إلى يوم القيامة، ووحد الظالم لأنه موضع اتخاذ الفعل، ألا ترى أن الفعل إنما تقديره الذي ظلم أهلها. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ٧٩﴾
فائدة
قال أبو حيان :
ووصف أهلها بالظلم إمّا لإشراكهم، وإمّا لما حصل منهم من شدة الوطأة على المؤمنين وإذلالهم. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ٣٠٨﴾
قوله تعالى ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هذه القرية الظالم أَهْلُهَا واجعل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً واجعل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيراً﴾
فصل
قال الفخر :
أجمعوا على أن المراد امن هذه القرية الظالم أهلها مكة، وكون أهلها موصوفين بالظلم يحتمل أن يكون لأنهم كانوا مشركين قال تعالى :﴿إِنَّ الشرك لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [ لقمان : ١٣ ] وأن يكون لأجل أنهم كانوا يؤذون المسلمين ويوصلون إليهم أنواع المكاره. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٤٦﴾