وروي أن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه لما رجع من صفين ودخل أوائل الكوفة رأى قبراً فقال : قبر من هذا ؟ فقالوا : قبر خباب بن الأرت، فوقف عليه وقال : رحم الله خباباً أسلم راغباً وهاجر طائعاً وعاش مجاهداً، وابتلى في جسمه آخراً ألا وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ثم مشى فإذا هو بقبور، فجاء حتى وقف عليها، وقال : السلام عليكم أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع وبكم عما قليل لاحقون اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز عنا وعنهم طوبى لمن ذكر المعاد وعمل ليوم الحساب وقنع بالكفاف، ورضي عن الله تعالى ثم قال : يا أهل القبور أما الأزواج فقد نكحت، وأما الديار فقد سكنت وأما الأموال فقد قسمت وهذا ما عندنا، فما عندكم ثم التفت إلى أصحابه وقال : أما أنهم لو تكلموا لقالوا : وجدنا خير الزاد التقوى، والله سبحانه وتعالى أعلم. أ هـ ﴿المستطرف حـ ٢ صـ ٥٩٧ ـ ٦١٠﴾


الصفحة التالية
Icon