فصل
قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ ﴾ هذا خطاب للمؤمنين المخلصين من أمة محمد ﷺ، وأمرٌ لهم بجهاد الكفار والخروج في سبيل الله وحماية الشرَع.
ووجه النظم والاتصال بما قبلُ أنه لما ذكر طاعة الله وطاعة رسوله، أمر أهل الطاعة بالقيام بإحياء دينه وإعلاء دعوته، وأمرهم ألاّ يقتحموا على عدوّهم على جهالة حتى يتحسّسوا إلى ما عندهم، ويعلموا كيف يرِدُون عليهم، فذلك أثبت لهم فقال :﴿ خُذُواْ حِذْرَكُمْ ﴾ فعلّمهم مباشرة الحروب.
ولا ينافي هذا التوكُّلَ بل هو مقام عين التوكل كما تقدّم في "آل عمران" ويأتي. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٢٧٣﴾.
فصل
قال الفخر :
الحذر والحذر بمعنى واحد، كالأثر والأثر، والمثل والمثل، يقال : أخذ حذره إذا تيقظ واحترز من المخوف، كأنه جعل الحذر آلته التي يقي بها نفسه ويعصم بها روحه، والمعنى احذروا واحترزوا من العدو ولا تمكنوه من أنفسكم، هذا ما ذكره صاحب "الكشاف".
وقال الواحدي رحمه الله فيه قولان :
أحدهما : المراد بالحذر ههنا السلاح، والمعنى خذوا سلاحكم، والسلاح يسمى حذرا، أي خذوا سلاحكم وتحذروا،