وفي اشتقاقه وجهان : الأول : اشتقاقه من البيتوتة، لأن أصلح الأوقات للفكر أن يجلس الإنسان في بيته بالليل، فهناك تكون الخواطر أخلى والشواغل أقل، فلما كان الغالب أن الإنسان وقت الليل يكون في البيت، والغالب له أنه إنما يستقصي في الأفكار في الليل، لا جرم سمي الفكر المستقصى مبيتا.
الثاني : اشتقاقه من بيت الشعر.
قال الأخفش : العرب إذا أرادوا قرض الشعر بالغوا في التفكر فيه فسموا المتفكر فيه المستقصى مبيتا، تشبيها له ببيت الشعر من حيث أنه يسوى ويدبر. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٥٥﴾
فائدة
قال الفخر :
إنه تعالى خص طائفة من جملة المنافقين بالتبييت، وفي هذا التخصيص وجهان :
أحدهما : أنه تعالى ذكر من علم أنه يبقى على كفره ونفاقه، فأما من علم أنه يرجع عن ذلك فإنه لم يذكرهم.
والثاني : أن هذه الطائفة كانوا قد أسهروا ليلهم في التبييت، وغيرهم سمعوا وسكتوا ولم يبيتوا، فلا جرم لم يذكروا. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٥٦﴾
فصل
قال الفخر :
قرأ أبو عمرو وحمزة ﴿بَيَّتَ طَائِفَةٌ﴾ بادغام التاء في الطاء، والباقون بالإظهار أما من أدغم فله فيه وجهان :
الأول : قال الفراء : جزموا لكثرة الحركات، فلما سكنت التاء أدغمت في الطاء،
والثاني : أن الطاء والدال والتاء من حيز واحد، فالتقارب الذي بينها يجريها مجرى الأمثال في الإدغام، ومما يحسن هذا الإدغام أن الطاء تزيد على التاء بالاطباق، فحسن إدغام الأنقص صوتاً في الأزيد صوتاً.
أما من لم يدغم فعلته أنهما حرفان من مخرجين في كلمتين متفاصلتين، فوجب إبقاء كل واحد منهما بحاله. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٥٦﴾
وقال القرطبى :