وقد وردت أحاديثُ كثيرة في الترغيب في ذلك، فمن ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ :"من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وصام رمضان، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، هاجر في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها" قالوا : يا رسول الله، أفلا نبشر الناسَ بذلك ؟ فقال :"إن في الجنة مائةَ درجة، أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة. وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تُفَجَّر أنهار الجنة" (١).
ورُوي من حديث معاذ وأبي الدرداء وعُبادة نحو ذلك.
وعن أبي سعيد الخدْري أنّ رسول الله ﷺ قال :"يا أبا سعيد، من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيًا، وجبت له الجنة" قال : فعجب لها أبو سعيد فقال : أعدها عليَّ يا رسول الله. ففعل. ثم قال رسول الله ﷺ :"وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض" قال : وما هي يا رسول الله ؟ قال :"الجهاد في سبيل الله" رواه مسلم (٢). أ هـ ﴿تفسير ابن كثير حـ ٢ صـ ٣٦٧ ـ ٣٦٨﴾
قوله تعالى ﴿عَسَى الله أَن يَكُفَّ بَأْسَ الذين كَفَرُواْ﴾
فصل
قال الفخر :
عسى : حرف من حروف المقاربة وفيه ترج وطمع، وذلك على الله تعالى محال.
والجواب عنه أن "عسى" معناها الإطماع، وليس في الإطماع أنه شك أو يقين، وقال بعضهم : إطماع الكريم إيجاب. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٦٣﴾
(١) صحيح البخاري برقم (٢٧٩٠).
(٢) صحيح مسلم برقم (١٨٨٤)