وقال الآلوسى :
﴿ سَتَجِدُونَ ءاخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ ﴾ هم أناس كانوا يأتون النبي ﷺ فيسلمون رياء ثم يرجعون إلى قريش فيرتكسون في الأوثان يبتغون بذلك أن يأمنوا نبي الله تعالى ﷺ ويأمنوا قومهم فأبى الله تعالى ذلك عليهم قاله ابن عباس ومجاهد وقيل : الآية في حق المنافقين ﴿ كُلَّ مَا رُدُّواْ إِلَى الفتنة ﴾ أي دعوا إلى الشرك كما روي عن السدي وقيل : إلى قتال المسلمين ﴿ أُرْكِسُواْ فِيِهَا ﴾ أي قلبوا فيها أقبح قلب وأشنعه، يروى عن ابن عباس أنه كان الرجل يقول له قومه : بماذا آمنت ؟ فيقول : آمنت بهذا القرد والعقرب والخنفساء ﴿ فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ ﴾ بالكف عن التعرض لكم بوجه مّا ﴿ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السلم ﴾ أي ولم يلقوا إليكم الصلح والمهادنة ﴿ وَيَكُفُّواْ أَيْدِيَهُمْ ﴾ أي ولم يكفوا أنفسهم عن قتالكم.