فائدة
قال الفخر :
قال الحسن : إنما سماهم منافقين وإن أظهروا الكفر لأنهم وصفوا بالصفة التي كانوا عليها من قبل، والمراد بقوله :﴿فِئَتَيْنِ﴾ ما بينا أن فرقة منهم كانت تميل إليهم وتذب عنهم وتواليهم، وفرقة منهم تباينهم وتعاديهم، فنهوا عن ذلك وأمروا بأن يكونوا على نهج واحد في التباين والتبري والتكفير، والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٧٤﴾
قوله تعالى ﴿والله أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُواْ﴾

فصل


قال الفخر :
الركس : رد الشيء من آخره إلى أوله، فالركس والنكس والمركوس والمنكوس واحد، ومنه يقال للروث الركس لأنه رد إلى حالة خسيسة، وهي حالة النجاسة، ويسمى رجيعا لهذا المعنى أيضا، وفيه لغتان : ركسهم وأركسهم فارتكسوا، أي ارتدوا.
وقال أمية.
فأركسوا في حميم النار إنهم.. كانوا عصاة وقالوا الإفك والزورا. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٧٤ ـ ١٧٥﴾
وقال ابن عاشور :
وجملة ﴿ والله أرْكَسَهم بما كسبوا ﴾ حالية، أي إن كنتم اختلفتم فيهم فالله قد ردّهم إلى حالهم السوأى، لأنّ معنى أركس رَدّ إلى الرّكْس، والركس قريب من الرجس.
وفي حديث الصحيح في الروث " إنّ هذا رِكْسٌ " وقيل : معنى أركس نكس، أي ردّ ردّاً شنيعاً، وهو مقارب للأول.
وقد جعل الله ردّهم إلى الكفر جزاء لسوء اعتقادهم وقلّة إخلاصهم مع رسوله ﷺ فإنّ الأعمال تتوالد من جنسها، فالعمل الصالح يأتي بزيادة الصالحات، والعمل السيّيء يأتي بمنتهى المعاصي، ولهذا تكرّر في القرآن الإخبار عن كون العمل سبباً في بلوغ الغايات من جنسه. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ٢١١﴾
فائدة
قال الماوردى :
وفي قوله تعالى :﴿ وَاللهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ﴾ خمسة تأويلات :
أحدها : معناه ردهم، وهذا قول ابن عباس.
والثاني : أوقعهم، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً.


الصفحة التالية
Icon