والثالث : أهلكهم، وهذا قول قتادة.
والرابع : أَضَلَّهم، وهذا قول السدي.
والخامس : نكسهم، وهذا قول الزجاج. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ١ صـ ٥١٥﴾

فصل


قال الفخر :
معنى الآية أنه ردهم إلى أحكام الكفار من الذل والصغار والسبي والقتل بما كسبوا، أي بما أظهروا من الارتداد بعدما كانوا على النفاق، وذلك أن المنافق ما دام يكون متمسكا في الظاهر بالشهادتين لم يكن لنا سبيل إلى قتله، فإذا أظهر الكفر فحينئذ يجري الله تعالى عليه أحكام الكفار. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٧٥﴾
قوله تعالى ﴿أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ الله وَمَن يُضْلِلِ الله فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً﴾
قال ابن عاشور :
وقوله :﴿ أتريدون أن تهدوا من أضلّ الله ﴾ استئناف بياني نشأ عن اللوم والتعجيب الذي في قوله :﴿ فما لكم في المنافقين فئتين ﴾، لأنّ السامعين يترقّبون بيان وجه اللوم، ويتساءلون عمّاذا يتُخذون نحو هؤلاء المنافقين.
وقد دلّ الاستفهام الإنكاري المشوب باللوم على جملة محذوفة هي محلّ الاستئناف البياني، وتقديرها : إنهم قد أضلّهم الله، أتريدون أن تهدوا من أضلّ الله، بناء على أنّ قوله :﴿ والله أركسهم ﴾ ليس المراد منه أنَّه أضلّهم، بل المراد منه أساءَ حالهم، وسوءُ الحال أمر مجمل يفتقر إلى البيان، فيكون فَصْل الجملة فصل الاستئناف.
وإن جعلتَ معنى ﴿ والله أركسهم ﴾ أنّه ردّهم إلى الكفر، كانت جملة ﴿ أتريدون ﴾ استئنافاً ابتدائياً، ووجه الفصل أنّه إقبال على اللوم والإنكار، بعد جملة ﴿ والله أركسهم ﴾ التي هي خبرية، فالفصل لكمال الانقطاع لاختلاف الغرضين. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ٢١١﴾
وقال الماوردى :
﴿ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللهُ ﴾ فيه قولان :


الصفحة التالية
Icon