فإن اعتزلوكم عن قتالكم ﴿ فلم يقاتلوكم ﴾ : ويقال فلم يقاتلوكم يوم فتح مكة مع قومهم ﴿ وألقوا إليكم السلم ﴾ يعني الانقياد والصلح فانقادوا واستسلموا ﴿ فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً ﴾ يعني بالقتل والقتال قال بعض المفسرين هذا منسوخ بآية القتال وهي قوله تعالى :﴿ اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ﴾ وقال بعضهم هي غير منسوخة لأنا إذا حملناها على المعاهدين فكيف يمكن أن يقال إنها منسوخة. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ١ صـ ٥٧١ ـ ٥٧٢﴾
ومن فوائد ابن عطية فى الآية
قال رحمه الله :
﴿إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ﴾
كان هذا الحكم في أول الإسلام قبل أن يستحكم أمر الطاعة من الناس، فكان رسول الله ﷺ قد هادن من العرب قبائل، كرهط هلال بن عويمر الأسلمي، وسرقة بن مالك بن جعشم، وخزيمة بن عامر بن عبد مناف، فقضت هذه الآية بأنه من وصل من المشركين الذين لا عهد بينهم وبين النبي ﷺ إلى هؤلاء أهل العهد فدخل في عدادهم وفعل من الموادعة فلا سبيل عليه، وقال عكرمة والسدي وابن زيد : ثم لما تقوى الإسلام وكثر ناصروه نسخت هذه والتي بعدها بما في سورة براءة، وقال أبو عبيدة وغيره :﴿ يصلون ﴾ في هذا الموضع معناه، ينتسبون، ومنه قول الأعشى :[ الطويل ]
إذَا اتَّصَلَتْ قَالَتْ : أَبَكْر بْن وَائِلٍ... وَبَكْرٌ سَبَتْهَا والأُنُوفُ رَوَاغِمُ
يريد إذا انتسبت.